النهــارده _بحــق_ كان يوم من عمري
اللي شوفته بعيني النهارده مايتوصفش
ولا يتحكيش
النهارده بس عرفت إن فيه فرق كبيييييير أوي
بين إنك تشوف حاجة في فيديو وانت قاعد في بيتك
و إنك تعيش الحاجة دي ع الواقع/في الشارع
النهارده بس حسيت أد ايييييييييه الناس دي مؤمنة باللي بتعمله
أد ايييييييه متحملة وثابتة وصامدة
النهارده كنت شاهد عيان ع اللي بيحصل
النهارده مشيت وسط القنابل والرصاص والإزاز
لأ مش مشيت..أنا جريت..
أيوه..أنا جريت في الشارع..!
ماكنتش بجري من حرامي..ولا مجرم..ولا مغتصب..
أنا كنت بجري من "الأمن"..!!!!!!
"الأمن" اللي هو المفروض مصدر "الأمن"
أصبح مصدر الرعب والذعر و الفزع..!!!
أنا ماكنتش ماشية في مظاهرة..
ولا بسرق خير دولة..ولا بنهب ثروة شعب!!!
أنا كنت نازلة من شغلي مروّحة..
كنت بدمّع في المواصلات من اللي شوفته..
بحاول أقفل عيني على الدموع عشان ماتنزلش..
لكن صممت ونزلت!
وفجأة سمعت الآية دي
الآية اللي نهى بيها الإمام الركعة التانية _تقريبا_ لصلاة العشا
كانت إشارة..أنا متأكدة من إنها إشارة..
"وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ"
آية واحدة..لخصت اللي بيحصل..واللي لسه هايحصل
أنا عارفة إن كلامي مش مرتب..ومفيش جملة مفيدة..ولا فكرة كاملة
بس أنا مش عارفة أتلم على نفسي من ساعة ما رجعت
و مش عارفة حتى أحكي اللي عشته بالتفصيل
بس أنا حبيت أسجّل أحداث اليوم ده
عشان أنا واثقة إننا في يوم من الأيام
هانقول اللي اتمنيناه وتعبنا عشانه حصل
وقريب أوي إن شاء الله اليوم ده
................................................
العنوان من قصيدة "ايزيس" لـ هشام الجَخ
................................................
الصورة لميدان التحرير ليلاً أثناء مظاهرة 25 يناير