Sunday, August 16, 2015

مش متشاف





بطّلوا ترسموا للي حواليكم/ للقريبين منكم صور مش حقيقية

بغض النظر الصور دي أحلى أو أوحش من الأصل

بطّلوا تعملوا دا..لإنكم طول الوقت بتفضلوا باصّين على الصور

لحد ما واحدة واحدة عينيكم بتاخد عليها..وبتنسوا تبصّوا على الأصل

و واحدة واحدة _من غير ماتحسّوا_ بتلاقوا نفسكم بتحبوها أكتر من الأصل

ويوم مابتكتشفوا إن الصورة والأصل مش متطابقين

مش بتزعلوا من نفسكم..ولا من الصورة اللي "انتم" رسمتوها

لأ..بتزعلوا من الأصل

اللي مالوش ذنب في حاجة..ولا قال لكم ارسموا حاجة

و دا شيء مؤذي جدا جدا

بيسبب كم من الأذى النفسي انتم ماتعرفوش عنه حاجة (!) ـ

.
.

بطّلوا كمان تفتكروا نفسكم ناصحين وتعملوا براويز فاضية

وتقولوا لنفسكم احنا مش هانرسم أبدًا صور للناس

وهانشوفهم زي ما همّ..وهانقبلهم زي ما همّ

احنا بس هانعمل براويز فاضية..هانحطهم فيها

وهانسيبهم همّ يملوها..ويمنحوها حياة

بطّلوا تعملوا دا

لإنه هايسبب لكم انتم كمان أذى مالوش حدود

لما البراويز دي تطلع مقاساتها مش مظبوطة (!) ـ

.


.

أنا عموما مش بحب البوستات الطويلة..خاصةً لو جزء كبير منها مُقتبَس

بس البوست دا يُعتبر أصدق وأدقّ وأنبل كلام قريته الفترة اللي فاتت

فيما يخص العلاقات الإنسانية عموما

وفيما يخص الفترة دي في حياتي على وجه الخصوص

و رغم إني قريته من شهور كتير

إلا إنه بيتردد في بالي طول الوقت

ورغم اختلافي مع جزء معين من الكلام دا

إلا إني أصرّيت إني أنزله كامل..بدون حذف حرف واحد منه

لتأكيد الفكرة اللي طرحها الكاتب

"أحمد عبد المجيد"

حتى لو ماكنتش أعرفه معرفة شخصية

.
.


البوست: ـ


الإحساس إنك مش متشاف..إن محدش شايفك فعلًا..إنك في الشارع لكن كل واحد في حاله..سواق التاكسي شايف فيك زبون..شايفك الرقم اللي الحصان اللي بيجرى في العداد هايقف عنده..الشغل شايفينك بريد إلكترونى وشوية ملفات..والناس اللي بتشتغل معاها شايفين إنك شاطر..أو إنك بتطلّع أفكار حلوة..رخم..أو شخص سخيف مابيروحش أعياد الميلاد ولا الخروجات الجماعية مع الزملاء..في الشارع شايفين شخص بيبتسم وييسلّم عليهم في الرايحة والجاية..ع القهوة مجرد وش مألوف بييجي أحيانًا أو كتير..ناس شايفينك شخص مابتعملش مشاكل..وناس مش شايفينك أصلًا وهيسألوا بدهشة: "فُلان" مين؟ .. حتى العلاقات القريبة جدًا جدًا بيبقى الشخص مش شايفك أصلًا..بيبقى شايف تصوراته عنك، توقعاته منك ومن العلاقة واللي بيتحكم فيها أمنياته للعلاقة نفسها وذاكرته الانتقائية ليها (حلوة جدًا أثناءها، وسيئة جدًا بعدها)..حذف مشاهد وإضافة أخرى من علاقتكم ببعض..إعادة ترتيب الأحداث..في النهاية وبعد كل دا بيكون مش شايفك..بيبقى شايف نسخة منك ناتجة من كل عمليات الحذف والإضافة والتعديل اللي عملها..هو لا يراك أصلًا..الناس بتشوف تصوراتها عنك مابتشوفكش انت..مرة واحد قالى: أنا لما بكون زهقان من الشغل والسياسة والمناقشات بدخل عندك عشان أريح دماغي وأشوف الأفلام اللي بتكتب عنها..ليلتها روّحت حزين جدًا جدًا للبيت رغم إن الجملة كانت بتتقال كنوع من الإطراء..اختزال شخص (اللي هو أنا) بأمنياته وأحلامه وماضيه ومستقبله واللي عمله واللي ماعملوش واللي بيحبه واللي بيكرهه في هذه المساحة الضيقة جدًا جدًا كان شىء يستحق إني أعود البيت حزين من أجله..دا بيحصل طول الوقت..الناس اللى بتتعامل معاك إنك مشهور..أو ولا حاجة..مغرور..أو متواضع.. طيب.. نبيل..شرير..وَحش.. عبيط..ساذج.. كاتب.. بتاع أفلام..أو أى حاجة..خانة فاضية كل شخص بيحط فيها اللي هو عايزه..وانت مش مسموحلك حتى إنك تعترض على التصورات دي اللي هي _للمفارقة_ عنك انت شخصيًا..دي رغباتهم في رؤيتك وانت مش من حقك إنك تتحكم في رغباتهم دي أو تغيّرها..هو عايز يشوفك حلو/وِحِش يبقى هايشوفك كده بغض النظر عن اللي بتقوله أو بتعمله..وأي شيء هايحصل من ناحيتك هايبقى مادة خام مناسبة هايتم تأويلها لتأكيد توقعاته منك..في وسط كل دا..وبما يسببه من أذى بالغ في عالم بيزداد قسوة ووحدة كل يوم رغم تظاهره بالعكس في إعلانات "الفرحة" وفي وسائل "التواصل".. انت، رغم وجودك، ورغم كل محاولاتك إنك تكون موجود..بإنك تتكلم..تكتب..تشاور..انت بتبقى محتاج لشخص واحد على الأقل يراك على الحقيقة..من غير تصورات مُسبقة..ومن غير توقعات..من غير حذف وإضافة..من غير ذاكرة انتقائية..يراك فعلًا..فكرت مثلًا إن الشخص دا هو الشخص اللي انت هاترتبط بيه..إننا بنرتبط بيه لهذا السبب أصلًا..لإنه يرانا على الحقيقة..يرانا فعلًا..وإننا بنبقى موجودين في عينيه بس..وبغيابه احنا بنبقى عدم..بنبقى مش موجودين..وإننا بنفضل ندوّر عليه لهذا السبب: عشان نكون موجودين..أول ما الفكرة دي جت على بالى كتبت في الدفتر "يراكَ المُحِبُّ فتصير موجودًا" وحاولت أدوّر عن أي شيء في هذا المعنى..لقيت..وأظن اللي لقيته _بغض النظر عن لغته الغريبة_ بيقول نفس المعنى..إننا مش هانتشاف إلا فى عيون "المُحِب"..وإننا من غيره مش موجودين..من غيره هانفضل "رقم في العداد"..واسم في الدفتر..وسلام في الرايحة والجاية..ومشاريع ونجاحات بلا أى طعم..مجرد حاجات بلا معنى ولا وجود حقيقي..كلها زيف وادّعاء وانتظار لشيء غير مفهوم، وبلا منطق،               ودا مُرهق جدًا جدًا، ومُخيف
وأنا تعبت